الأحد، 24 فبراير 2013

مرام نبيل بكير منشور رقم ( ٢ ) محمد طوسون ..ثروة بصرية بإنطباعيتها المتصلة بالشكل والتعبير والضوء ..وتأثيرات البعد الرابع إن الأسلوب المتفرد به هذا الفنان العبقري والذي يدهشنا به على نسيج التوال بصفاء فضائياته ونقاء الأعماق بلمساته الساحرة مع اللون بمزاجية خاصة ومتفردة والمتآلفة من تكوينات حروفياته لانستطيع أن نقارنها بأسلوب الفنان التونسي القدير ( نجا المهداوي ) بمدرسته الإيطالية التي وظف من خلالها حروفياته بعزلة مقصودة ومتخصصة بالأرقام تفرد بها أيضاً على الكثير من أصحاب المدارس الأوربية وخاصة بيكاسو ...فكل من نجا وطوسون له أسلوب مختلف تماماً .. ولكن نستطيع أن نقارن أسلوب العبقري طوسون بدالي وسيزان وماتيس وبيكاسو لنجد الفنان طوسون تفوق عليهم جميعاً دون أي إحتمال للإدعاء بالمجاملات أو النفاق لرسالة علينا أن نضع من خلالها تقييماً مشمولاً ..وقد يتهمني البعض بالتحيز للفنان طوسون كونه عربي ويتناسوا أن المبدع يتفوق على أستاذه ..وبالفعل الفنان طوسون تفوق عليهم جميعاً بإضافة الحروفيات ولكنه لم يتمرد أخلاقياً عليهم ..وهذا يتضح عند الفنان الخطاط العربي لأنه يعلم مدى صعوبة وخطورة تشكيل الحرف العربي وتوظيفه داخل قالب أو أيقونة أو رمزاً ليمنحنا صيغة هادفة واضحة متلائمة مع معنى الحروفيات وخاصة إذا كانت حواف الحروف ثابتة وقصيرة وطويلة إلى جانب صعوبة تحويرها في الحروف الهندسية مثالاً داخل شكل إسطواني .. وتفوق طوسون كان واضحاً لكل من يقيم لفن للفن وليس لمعركة جنس أو عرقيات أو ديانات . الإحساس الذي يزرعه طوسون داخل أعماله بالأشكال الصلبة والضوئية تحمل مدرسة سيزان بثلاثية أبعادها وتعدد الوانها ولكن مايميز طوسون الحرف الذي منح أعماله البعد الرابع بتراكماته البصرية على سطح العمل وهذا نعتبره مفهوماً حديثاً وجديداً في الأساليب الفنية ولاأدري سر التكتم والتخوف في نشر وتوثيق هذا الأسلوب المناهض لكل المدارس الأوربية من المسئولين لمؤسسات الثقافة والفنون في مصر والوطن العربي ... والذي يمهد الطريق لتاريخ مدرسة فنية عربية معاصر ة. ( لوحتا فتبارك الله أحسن الخالقين - و - سبحان الله ) والتي تشكل صدى من الآفاق البرزخية على سطح العمل لأشكال خالية من التقليد لنجد أنفسنا أمام لوحة درامية بحيوية أنماطها وأبعادها الأربعة وتحديداً لفكرة هذا الفنان العبقري ونظرته الفائقة الإحساس للبحر والأرض والسماء والحرف ..إنه عالم طوسون .تأملوا معي إحساسه بمساحة اللوحة وتفاعله الواضح المنعكس بوميض من الروحانية والمعية الصوفية التي تتجلى لإدراك نور الله بدقة متناهية لاتخطئ النور ليمنحك أيها المتلقي مشاركة روحانية تأثيرية لاتشعر من خلالها بالمسافات لشفافية اللقاء النوري في إنسجام وتفاعل مع عالم الرزخ باللون والشكل يفسر بذاته وبتلقائية إيمانك بالواحد الأحد لتلتقط أنفاسك أيها الناقد في فضاء محمد طوسون عليك أن تستحضر مكنونات عقلك لتستطيع إستيعاب الحوار الفلسفي الصوفي المطلق بعيداً عن النسبية والفراغ والكتلة لتلتقط الحس أولاً بروحك ويكتشف عقلك بعدها كل نظريات ماسبق ..عليك أيها الناقد أن تملئ روحك قبل عقلك بجوهر التأمل وليس بعنصر المقارنة ..وأعلنها هنا لكل نقاد العالم العربي أنتم جهلتم الطريق المؤدي لعبور عالم طوسون تحليلاً وتفسيراً وكثيراً من نقدكم باطلاً بتكهنات وهمية من نسيج جهلكم لمحراب الإلهام بمدرسة طوسون ... حتى بفكرة الأبعاد التي تجلت بتعددها وحسها البصري ..فأعمال طوسون كما ذكرت في منشوري رقم واحد ..في حاجة إلى تحليل روحاني قبل التحليل النظري ..لذا عليك أيها الناقد أن تعي أنك تتعامل مع لغز سرمدي بتكوينات ذات أربعة أبعاد ترافقها أبعاد أخرى تطفو على مساحات المبدع .. محمد طوسون ماهي تلك الأبعاد المرافقة ...إنتظروني في المنشور رقم (٣) لنتعرف عليها معا ونكتشف المزيد في مدرسة طوسون البكتو جراف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Thanks to comment

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.