الأحد، 17 فبراير 2013

حوار داخل الآخر .. في منحوتة حجرية وأخرى خشبية صيغت بأنامل الفنان الجميل ...أحمد يوسف ...وبقلم الفنانة : مرام نبيل بكير ... وهذا هو اسم المعرض الخاص بالفنان الجميل ..أحمد يوسف(حوار داخل الآخر) والذي يأخذنا فيه الفنان عبر فسحة ممزوجة بالعقل المعاصر يسلط بها الضوء عبر حقب من الزمان تعود إلى مايقرب 50,000 سنة للفن التصويري كانوا القدماء المصريون يستخدمونه لتفسير الإنسان والعالم من حولهم .. ليمنحنا الفنان ..أحمد يوسف ..إكتشافات أثرية بديلة بالفن الحديث تقبل المقارنة لبنية فنية منظمة ورائعة من نتاج الأصالة الجمالية في فن النحت . ومن خلال تأملنا لمنحوتات ورسومات الفنان ..أحمد يوسف ..نستكشف تاريخ عميق يمنحه لنا الفنان من خلال أفكاره بصورة مرئية لثبت لنا أننا من الممكن أن ندرك ونقدر تاريخنا .. وللفنان أحمد يوسف .. خصائص فردية مطلقة يتفرد بها تجعل المتلقي يندهش بها من خلال مهارته ورسالته الفنية بشفافية نواياه التي تتضح لنا من أول وهلة ننظر فيها إلى إحدى منحوتاته .. تجعلنا نكتشف الفنان ذاته .. بطبيع تعبيراته داخل المنحوتة وتمثيله المجرد لها ليخلق لنا فناً يقبل التفاوض في العلاقة بين المنحوتة والمجتمع والطبيعة وهنا يكمن التقييم بقيمته الفنية والجمالية . أعمال الفنان تحمل محفزات باطنية غامضة تفاصيلها تتجزأ إلى ثلاثة صور محفورة بقطعة حجرية متشابكة ومعقدة للغاية برمزية إنسانية على شكل الوجه .. فنجد تلالاً تعتلي جبين الوجه الذي يحمل أعين مجوفة واسعة وأنف وذقن واسع وطويل .. بمهارات وحرفية شكلت وصاغت هذه القطع الحجرية الرائعة بضخامتها والتي تشعر معها بالطيفية والظلال رغم التقصير الواضح والمؤسف من المسئولين عن صالة العرض في توظيف الضوء المناسب لتلك المنحوتات ليشعر معها المتلقي ويعيش اللحظة بين تضاريسها التصويرية التي أرتبطت بوضوح في منحوتات الفنان أحمد يوسف فكان حق للمتلقي أن يعيش في أجواء كل منحوتة وكأنه داخل مسرح تاريخي وحق للفنان أيضاً أن يكلل تعبه ووقته بعرض يناسب قيمة أعماله ..وليستطيع أيضاً الناقد الوصول إلى اللغة البصرية وإعمال فكره البصري لقراءة القدرة التجريدية لأعمال الفنان التي تدعم تحليله . إن مايثير المتلقي في أعمال الفنان أحمد يوسف هو الحق المتشخص في بعض وجوه منحوتاته في تمثيلها الشكلي وبعض التماثل فنجد أسلوب الفنان متأثراً بتقاليد تاريخه العريق مع حضارة موروثه ويحمل ثقلاً ثقافياً غزيراً والذي أبرزه في بعض وجوه منحوتاته ببروزمنطقة الفك وجحوظ العين وتلال الجبين وانحسار الذقن ليمنحها دلالة العقل فيبهرك الفنان بالفصل بين الوجوه المجردة التي تكاد تتشابه إرتباطاً وليس تكراراً والتي حدها بخطوط عريضة وموزونة على الخدين والفم والأنف فيظن البعض وهماً أنها أنماط متكررة ويستكشف الناقد قيمة الإختلاف في الوجوه برمزية التعبير والمعنى وأعتقد أن هذا الإختلاف هو نجاح لفكرة ومضمون الفنان في رسالته التي يوجهها لنا من خلال الجدلية الحقيقية للإنسان مع نفسه ومع الآخرين لذا تعددت الأمثلة في منحوتات الفنان بين المثالية والقلق والتناقض والجدل لصورة حقيقية من واقع الإنسان وميلفت إنتباهنا في منحوتات الفنان الجميل أحمد يوسف ..قصد الرمز للوجوه التي أهلها للحوار على قطع قوية وصلبة من الحجر والتي تثير إهتمامنا بلغة جمالية من الأصالة رغم صعوبة الكثافة العالية للحجر وبعض المنحوتات التي على الخشب تأرجح التوازن للجزيئيات وعلاقة السطح بالقاعدة من خلال المنظور القطعي الثلاثي لتكون المنحوتة سهلة التأمل في إتجاه المتلقي لها وهذا من التجديد الحديث في عالم النحت . تتعدد أيضاً وجهات النظر التي تمنح صقلاً لأعمال الفنان وتوحي بمزيد من التساؤلات للفنان الناقد الأكاد يمي وليس الناقد الصحفي أو الهواة منهم الداخلين على الفن . أعمال الفنان تحرك فينا الرغبة في التعبير عن هذه الوجوه بمزيج رمزيتها وحرفية الفنان والتي تقر إعترافي في بداية حديثي عن الغموض ومحفزاته الباطنية للإكتشاف ...أيضاً تلفت إنتباهنا الضربات المركزة بعدة طرق على جبين الوجه وفوق العين اليمنى ..والضربات المقطعية الجزئية حول منطقة الفم التي تصل تحت أدراج قشرة الحجر لتعزيز الشكل النهائي للتجانس الفعلي بين الإنسان والحجر . نجد أيضاً مفردات المقامات في طرف الأنف واضحة من خلال الجانب الأيسر للوجوه والذي يميز الرؤية التصويرية للوجه بشكل عام وفي نفس الوقت لتحقيق الإرتباط البصري مع تراكب الطبقات لإظهار تعبير عتمة معاناة الوجه ..أيضاً نجد ثقافة الفنان تتضح لنا من خلال التوازي بين المستوى الأفقي للرأس والجزء السفلي من الذقن إلى جانب الخطوط العريضة التي تحدد موقف الفنان الفلسفي للوجه والذي سوف أتطرق له في مقال آخر بمشيئة الرحمن لتوضيح إقتران مسمى المعرض وفلسفة الفنان داخل منحوتاته ولإلقاء الضوء على الحوار الكامن داخل الوجوه المتعددة في المنحوتة وبين بعضها البعض الفنانة ... مرام نبيل بكير 18- 2 - 2013






















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Thanks to comment

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.