الجمعة، 17 فبراير 2012

الفنانة مرام نبيل بكير

فرعون موسى لم يغرق بعد 
مرام نبيل بكير 


وطن لايهتم به سوى الفقير  ...يطفوا معه على عالم لايهتم سوى بمقدراته إما موتا وإما اعتقالا ....لاخيار ثالث ...وعالم لايهتم به سوى القتلة سافكين الدماء وصناع الموت .....حتى العاب الأطفال أصبحت عنفا وحروبا ...لم تعد هناك آداب لإحترام آدمية الإنسانية  ...ولم يعد الفقير يشعر سوى بالجوع الذي أفقده أيضا آداب واحترام الذات .....خليط متجانس بين الفقير والوطن ...والعالم وصناع الموت ...يحمل لغة واحدة .....لغة الجوع .....ترتيبات منسقة لصورة واحدة متعددة المشاهد والرؤى...تخلو من حميمية الإنسانية ....الكل في واحد ..كما دعى لها حكيمنا الراحل وأستاذنا القدير ..توفيق بك الحكيم .
للأسف تلاشت الصور ..ولم نعد نرى سوى صورة واحدة باهتة يكسوها لون الموت الذي أصبح أيضا لايعنينا وكأنه لاوجود له ...أصبح العالم كله فرعون موسى الذي لم يكن يؤمن بالموت ....
 الحاكم العربي يسير بنهج هذا الفرعون ...هو ربنا الأعلى ....ولأنه لايجيد حتى التقليد والقراءة ....لم يدرك قول هذا الفرعون ..آمنت أنه لاإله إلا الذي آمنت به بنو اسرائيل وأنا من المسلمين ., حتى لحظة موته لم يعترف أن للكون إله واحد .
وكذلك الفقيرالمعدم  نسي الجوع والعطش عندما حصل على بئر  ..........ولأنه لم يجيد الشكر نسي رب البيت الذي أطعمه من جوع وآمنه من خوف .فنسي الموت ..وأصبح كفرعون موسى .....ولم يدرك قول فرعن ...آمنت برب موسى وهارون .
غرقنا جميعا بين ملذاتنا وشهواتنا ورغبة التمسك بالحياة بلغة القتل ...أقتل كي تعيش وتبقى وتنهب وتسرق ...وخلت الحياة من الإنسانية وأحلناها إلى ساحات قتال تبقى فينا روح فرعون موسى متجسدة في كل فرد منا , كل له تقنياته الخاصة في ترويض لغة الموت والحياة ...وصارت تقنياتنا إحتيالا مشروعا وابتذالا مفروضا وخداعا رائعا تحت قناع معترف به بمسمى الأمم المتحدة  , الوهم الشافي على حساب العمى الزائف للحياة , وكوارث لتحقيق الغاية لتعزيز الخوف المتسرب لظاهرة الفرار والإستنكار لملئ الفراغ , نصل فيها إلى أن نرفض أنفسنا ليصبح نومنا  بلا أحلام , فالأحلام سوف تصبح أمام أعيننا مخيفة , لذا علينا أن نكون جاهلون حتى الموت , فالموت سيعيدنا إلى الواقع لنعش من جديد حياتنا في حداد ........تقنية لامفر منها ...تظل عالقة مع تبسات دموعنا ومعاناة أحزاننا منا ....عليك أن تعيش حيوانا وتموت ملاكا ....وإما الموت منافقا  والعيش كلبا .
فرعون موسى لم يغرق بعد....