السبت، 16 أغسطس 2014

نبيل بكير



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه الطيبين
الإبداع وسام تجاربنا
إن الشيء الوحيد الذي يجعل من مفهوم الإبداع  موضوعاً ذات أهمية مجتمعية دولية هو ما يوجب علينا أولاً أن  نملك فهم أنفسنا بشكل كامل دون أن نأخذ  التصنيف الديني بعين الاعتبار. حتى لايبدو الإبداع على صلة هويتنا ذاتها فقط . بل ليكون هو جزء من الكل  مما يجعلنا ما أراده الله لنا كـ نحن سواء كبشر والأفراد أمة واحدة شعوباً وقبائل . أما فيما يتعلق بهذا الأخيرمن مفهوم شعوباً وقبائل ، فكل واحد منا يمكن أن يسأل "ما الذي يجعلني أنا (كفرد مبدع)؟" ولنا أن نتساءل أيضاً عما إذا كان الجواب بأنه  لدينا ما نفعله مع الإبداع في ظل مفهوم الشعوب والقبائل ؟
وفقا لرأي الكثير من قددامى الفلاسفة بمختلف معتقداتهم وتصنيفاتهم الدينية والسياسية  والتي أراها من وجهة نظري  لا تزال مؤثرة بفيروس الذات لمفاهيم مغلوطة تحت مسمى الحياة واحدة وهذا أعتبره رغم إعتراضي على المفهوم  نوع من أنواع الإبداع بالأداء الدرامي أو الفني. وكي نستكشف هذه الفكرة نجدها متكررة منذ بدء الخليقة بين أبني آدم حتى زمننا المعاصر، وهذا يضعنا تحت إستجواب قهري لأسئلة ميتافيزيقية ومنطقية حول ما إذا (كان) و(كيف) وهنا ينضج الخلق الذاتي للإبداع والدستور الذاتي لمملكة المبدع . لكن يجب أن أشير إلى أن هناك أيضا أسئلة معيارية مرتبطة بفكرة أن الحياة عبارة عن أداء والذات هي شيء منها وأن كلا منهما يظهر في التكوين بلا تفاصيل ظاهرة وكاشفة لمكنونات المبدع . إذاً هل هناك قواعد أو معايير تنطبق على هوية دينية تشكل الذات، وإذا كان الأمر كذلك، ما هي؟  والمفاهيم المعاصرة للغة الدين أصبحت متغيرة يوماً بعد يوم حتى الأشخاص متغيرون ومن أجل استكشاف تلك القيود المعيارية المحتملة على "أداء أنفسنا بمفهوم الذات للدستور الذاتي سواء بهوية دينية أو بدون لكل فرد مبدع . لذا  يستوجب علينا أن نصنع حوارات قيّمة بأسلوب راقي ومهذب خالي من نظريات السرد .. وبعيداً عن قصص صنع الذات التي أستهلكت كل إبداعاتنا وأهدرت كل معاني الفضيلة  وأنطوت تحت مسمى التمّيز الشخصي للشخصية فقط لا الجماعي وعلى سبيل المثال نجدها في حكامنا ورجال الأعمال وصاحب كل سلطة .. إذاً السؤال ماهو مفهوم أن يكون الشخص مبدع بمقومات الفضيلة والتميّز ؟ وهنا الجواب للعاقل لن يخلو من صفات الفطرة التي خُلقنا عليها ونجدها في حديث لسيدنا رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه أن كل مخلوق من البشر يولد على الفطرة أي الفضيلة المسلمة بوحدانية الخالق سبحانه وتعالى .. إذاً هناك مؤثرات مابعد الميلاد هي من تقوم وسائل خلاقة بعد ذلك في بناء شخصية هذا المولود لديها القدرة على إنتاج مبدع جدير بالإهتمام وإثراء شعوره بالبصيرة والإتقان موثقة بالفطرة الإلهية ينتج أنماطاً جميلة كمنتج فعلي يحقق مايهدف له قانون الحياة الجامعة بأسلوب إبداعي مختلف بجميع تقنياته ومهاراته وثقافاته وأفكاره وهنا يسمى الإبداع المثالي المدفوع بالفضيلة والتميًز الجماعي وليس الفردي .. إذاً الدافع هنا هو محور الإبداع المثالي بمصطلح  الـ ( نحن ) ليخلو من الثناء والإعجاب بشغف الذات .. وهنا نصل إلى الهدف المثالي الذي نبحث عنه في إبداعات الشعوب بـ  نحن  إذاً كل ماينقصنا هي الدوافع الذاتية التي تستكشف طاقاتنا الخلاقة بمختلف تنوعاتها وليست في المهارة فقط بل في التخيّل أيضاً فتزدهر الإبداعات بمقومات القيم والهياكل الإجتماعية والإقتصادية بكل مستويات العمل التجريبي الجماعي  .


وللأسف في وطني العربي الكبير هناك البعض القليل من القلة الذي يشكل تلك التجربة الإنسانية بعمقها وانتشارها  ولم يعد الإبداع من محركات التقدم في كل ميادين العمل الإنساني العربي، من الفنون حتى العلوم، وصارت الأعمال والتكنولوجيا الغربية  نحتفل بها فقط وتفوقنا في نكريم المقربون من شللية النفاق والكذب والخداع  ، وتهميش وتهجير الأفراد البارزين بإبداعاتهم ، وكذلك هي الثقافات والمجتمعات العربية بأكملها، من حيث إنجازاتهم الإبداعية في القهر والتعذيب والتهميش والتضليل والفضح والتشهير  بالظلم البين . وأصبح الإبداع في وطني العربي  هو وسيلة للتعبير عن الذات فقط  وجزء من ما يجعلنا على ما نحن عليه الآن وحتى قيام الساعة من فقر وجهل ومرض وكفر  . وبالتالي قد يتوقع أي فرد من خارج وطني  الإبداع ليكون موضوعا رئيسيا في وطني العربي  وخاصة إذا اثار مثل هذه الثروة من الأسئلة الفلسفية المثيرة للاهتمام، كما سنرى قريبا.أن الغريب، ليس كذلك ..................... نبيل بكير – بكيريات – ص:323:324 -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Thanks to comment

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.